من أهم أعمال النبي عليه السلام بعد وصوله للمدينة المنورة، شكلت المدينة المنورة (يثرب) مهد الدولة الإسلامية في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك الوقت كان مجتمع المدينة يتكون من المهاجرين الذين أُخرجوا من مكة، والأنصار هم سكان المدينة الأصليون، وأشهر قبائلهم الأوس والخزرج، إضافة إلى بعض القبائل اليهودية، حيث بدأ الرسول في وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعاً قوياً متحداً على أسس الدين الإسلامي، فقام عليه أفضل الصلاة والسلام ببعض الأعمال لتحقيق هذه الغاية، ولمعرفة أهم أعمال النبي علية السلام بعد وصوله للمدينة المنورة، كونوا معنا.

حل سؤال من أهم أعمال النبي عليه السلام بعد وصوله للمدينة المنورة

حرص رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم على إقامة دولة المسلمين الجديدة في المدينة المنورة وفق أسس راسخة وقوية تكفل الاستقرار والترابط بين فئات المجتمع، ومن الأعمال التي قام بها لبناء المجتمع المدني بعد وصوله للمدينة، وهي ما يلي:

  • بناء مسجد قباء والمسجد النبوي: حرص رسول الله على بناء المسجدين؛ ليقيم فيهما المسلمون الشعائر الدينية، ويؤدون صلاتهم، ويتشاورون في أمور الإسلام والدولة الإسلامية، ويتخذون قراراتهم، ويناقشون مشكلاتهم، ويستقبلون فيهما وفود القبائل، وسفراء الملوك والأمراء.
  • المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: حرص الرسول على توحيد صف المسلمين، وتحقيق وحدة المجتمع الإسلامي في المدينة، فأصلح بين الأوس والخزرج بعد حروب دامية بينهما قبل الإسلام، ثم آخى بينهم وبين المهاجرين، ورحل رابطة الإخاء والدين محل رابطة العصبية القبلية.
  • إعلان وثيقة المدينة: وضع وثيقة المدينة التي تعد أول دستور في الإسلام، حيث شملت الأسس والمبادئ التي تُنظم العلاقات الاجتماعية والسياسية داخل المدينة، وتعتبر ميثاقاً قانونياً وحقوقياً يحدد العلاقة بين جميع فئات مجتمع المدينة، ويوضح الحقوق والالتزامات المترتبة على فئة من هذه الفئات، وقد شملت هذه الوثيقة على مبادئ، أهمها:
  1. جعل السلطة العليا بيد الرسول محمد بن عبد الله باعتباره قائد الأمة.
  2. حل خصومات المسلمين يعود لله ورسوله.
  3. حماية المدينة، ودفع الأخطار الخارجية تعد مسؤولية فئات المجتمع جميعاً.
  4. منحت الوثيقة اليهود حقوقاً مدنية، وضمنت لهم الأمن وحرية العقيدة بشرط الالتزام  بقوانين الدولة الجديدة.

تعتبر المدينة المنورة من أفضل الأماكن بعد مكة المكرمة، ومن فضائلها حُرمتها فلا إرهاق لدم ولا قتال فيها، واحتوائها على المسجد النبوي الذي تشد إليه الرحال والصلاة فيه تعادل ألف صلاة في غيره، واحتوائها على مسجد قباء وأجر الصلاة فيه تعادل أجر عمرة، ومهبط الوحي، ومنزل البركات، ومن الجدير بالذكر أن المسلمين في كل عام يحتفلون بذكرى هجرة النبي للمدينة، حيث تعد تلك الهجرة فتحاً ونصراً للمسلمين.