حكم نسبة النعمة إلى النفس

حكم نسبة النعمة إلى النفس، خلق الله سبحانه وتعالى الكون من مخلوقات، انسان، ونبات، وحيوان، وماء، ونعم كثيرة أنعم الله سبحانه وتعالى بها على مخلوقاته، فكل ما على الله من خلق الله وصنعه، هو الخالق لكل شيء، وهو الذي أوجد كل ما على الأرض، النِّعَم، لا تقتصر على شيء محدد فكل ما على الأرض من خيرٍ ولذَّة ومتاع وطعام وشراب، وسعادة، ومال، وبنون، وبنات، وملبس، وغيرها الكثير والكثير، هذا كلُّه واكثر مطلوب في حياتنا، وهذا من نعم الله التي أنعمها علينا، فما علينا الا ان نشكره ونحمده ونطيعه ليكرمنا ويزيدنا من فضله سبحانه.

ولكن مهما كانت هذه النعم، فتبقى نعم دنيوية، زائلة، لذلك نسعى للحصول على النِّعَم الحقيقيّة، نعم الدار الآخرة، التي سيرزقنا الله إياها ان شاء الله، في الجنة، لذلك فنحن نعمل الصالحات، نعبد الله، ونطيع أمره سبحانه، ونتجنب نواهيه، فنعم الآخرة هي النعم الحقيقية، التي نسعى للحصول عليها، فالمؤمن الطائع لله في أوامره، والمتجنب نواهيه، يرزقه كلا النعمين، فلو جلس الانسان يتفكر ويتأمل في نعم الله من حوله فلن يحصيها، لان نعمه تغمر حياتنا، فلله الحمد والشكر، على جميع نعمه وارزاقه.

ما حكم نسبة النعم الى النفس

انعم الله علينا بكثير من النعم، فلو امعنا النظر لما حولنا من خيرات فلن نكون قادرين ان نحصي نعم الله سبحانه تعالى المحيطة بنا، فبدون نعم الله، لما كنا قادرين أن نخطو خطوة ونتقدم لولا ستر، وكرم، ولطف الله تعالى علينا، لهذا لا يجوز لنا، نحن الفقراء الى الله، الذين اغنانا الله وانعم علينا من فضله، هو الغني الحميد، ليس لنا أن ننسب أي نعمة او رزق أنعمه الله تعالى الينا، فكيف ننسب ما اعطانا الله لنا لأنفسنا، فحكم نسبة النعم الى النفس حرام، وهو من الكفر الأصغر، كفر النعمة، لقوله سبحانه عز جلاله:

《وَلَئِنْ أَذَقْنَٰهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِنۢ بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِى وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّىٓ إِنَّ لِى عِندَهُۥ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظ.ٍۢ》

من امثلة نسب النعم الى النفس

  • عندما ينجح احدهم في الامتحان، فيقول انه هو سبب نجاحه، ولا يشكر الله ولا يحمده على نعمة العقل، ونعمة النجاح، والتوفيق.
  • إذا تعالج أحدهم من سقم او علة، ونسب التعافي سببه الأدوية، ولم يشكر الله ويحمده على نعمه الشفاء والصحة.
  • إذا رزق الله أحدهم مالًا او بنوناً، ونسب لنفسه وقدرته سبب المال والولد، ولم يحمد الله على نعمه، ولم يذكر الله ويطلب من الله دوام النعمة عليه.

لولا النعم الله علينا لما كنا، لله الحمد والشكر، على كل نعمه التي انعم بها علينا، ما نراها وما لم نراها، وما نحن لولا نعم الله، وكيف سنخطو خطوة لولا قدرة الله ونعمته علينا، سبحانك اللهم لك الحمد يا الله.

Scroll to Top