ما هو الزواج المسيار وما حكمه، بالرغم من انتشار زواج المسيار في المجتمع الخليجي بكثرة، وبخاصة في المملكة العربية السعودية، فما هو زواج المسيار وما حكمه، يشمل هذا الزواج الكثير من المشاكل المستقبلية، التي ستعاني منها الزوجة، والاولاد في حال تمّ انجاب اولاد، حيث ستفتقد الزوجة لسند في تربية الابناء، وتحمل جزء من مسؤوليتهم، وكذلك سيعاني الابناء من الحرمان من مشاعر الابوة، والتي لها دور كبير في تنشئتهم تنشئة صحيحة، واختلف شيوخ وعلماء الاسلام في حكمه، ولكن رجّح الكثير جوازه، في حال استيفاء جميع شروط واركان الزواج الشرعي، فما هو زواج المسيار وما حكمه، هذا ما سنتطرق اليه في مقالنا.

ما هو زواج المسيار

اتجه العديد للزواج بطريقة زواج المسيار، الذي يُعرّف على انه عقد شرعي يتم بين المرأة والرجل، ويشتمل هذا الزواج كل شروط الزواج الاسلامي الصحيح واركانه، ولكن تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها مقارنة بالزواج الشرعي التقليدي، فتتخلى عن حقها في النفقة، والسكن، وذلك بمحض ارادتها الشخصية، وبدون اجبار من أي احد، ويمتاز زواج المسيار بعدم اتمام معاملاته من خلال مأذون شرعي، انما يتم عقد قرانهما عن طريق مأذون غير مرخص، ويُوقع الرجل والمرأة على عقد غير رسمي، ولكن بحضور شهود، ولا يتم عمل اشهار لزواج المسيار، كما يحدث في الزواج الرسمي.

هل زواج المسيار يسجل في المحكمة

اتجه العديد من الاشخاص في دول الخليج العربي، والمملكة العربية السعودية، والتي شاع فيها زواج المسيار بكثرة،  بالبحث والتساؤل هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تسجيل زواج المسيار في المحكمة الرسمية، واتجه  شيوخ السعودية بتوضيح الامر من الناحية الدينية والقانونية لكثرة الاسئلة، من خلال فتوى رسمية، تضمنت اعتبار ان زواج المسيار لا يعد باطلاً في حال عدم تسجيله بشكل رسمي في المحكمة، ولكنه مخالف للقوانين الرسمية في الدولة، ولكن من الافضل ان تطلب الزوجة تسجيل زواجهما بالمحكمة؛ حفاظاً على حقوقها وكرامتها الزوجية، فتستطيع مستقبلاً من خلال التسجيل الرسمي بالمحكمة، ان تحصل على حقوقها في الميراث، ومن الناحية الدينية لزواج المسيار، فيجب استيفاء جميع شروط واركان الزواج الشرعي، ليدخل ضمن الزواج الشرعي الجائز.

طريقة عقد زواج المسيار

شاع زواج المسيار في الآونة الاخيرة بأضعاف ما كان عليه من قبل، فيتجه الكثير من الرجال لعقد زواج المسيار مع المرأة دون ان يمنحها العديد من حقوقها الاساسية، والتي تكون متنازلة عنها بمحض ارادتها، يتم عقد زواج المسيار بين الطرفين، الرجل والمرأة، بالتراضي، وفي وجود شاهدين على عقد الزواج، وبعدة شروط يتم الاتفاق عليها بينهما، ويحددوا مواعيد زيارة الزوج لزوجته، وطريقة لقائهم، ولكن مقابل تنازل المرأة عن حقوق السكن، والنفقة، ويُسجل عقد الزواج في المحكمة باتفاق بين الطرفين، ولكن الافضل ان لا تتخلى الزوجة عن حقها في تسجيل العقد رسمياً بالمحكمة الشرعية، ففيه ضمان لحقوقها، ولحقوق ابنائها مستقبلاً، من ناحية الحصول على الميراث من والدهم في حال توفى.

حكم زواج المسيار هيئة كبار العلماء

قام علماء الدين، ومفتي الشريعة الاسلامية، بإبداء رأيهم المستمد من القران الكريم والسنة النبوية، بخصوص زواج المسيار، والذي شاع كثيراً في الآونة الاخيرة، كما يلي:

  • رأي الشيخ ابن باز رحمه الله في زواج المسيار

أفتى الشيخ ابن باز ان زواج المسيار جائز شرعاً، ولا حرج في التوجه اليه، بشرط ان يتم استيفاء جميع شروط الزواج الاسلامي الشرعي، كحضور الولي، وشاهدين، ورضا طرفي الزواج الرجل والمرأة، وعدم اخفاء الزواج.

  • رأي الشيخ الالباني رحمه الله في زواج المسيار

أفتي الشيخ الالباني ان هذا الزواج ممنوع في حكمنا الاسلامي، لسببين اساسيين، هما ان الزواج يُقصد به الراحة والسكينة والطمأنينة لطرفيه، وهذا لا يتم تحقيقه بزواج المسيار، والسبب الثاني هو معاناة الاطفال الناتجين عن هذا الزواج، الذين سيفتقدون الى الاب، وستكون تربيتهم غير سليمة، وتعاني الكثير من السلبية.

  • رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في زواج المسيار

قام بإفتاء يتضمن جواز زواج المسيار شرعاً، ولكن بعد ملاحظة الكثير من الاشخاص بالقيام به بطريقة مسيئة وليست صحيحة، تراجع بسببهم عن افتاءه القديم.

يمكن ان يتم زواج المسيار بصورة تضمن جميع حقوق الزوجة، كامتلاكها بيت، ونفقة، وبحضور الشهود، والولي، وبالإعلان عنه رسمياً، ولكن يأتي الزوج لزيارتها، وقد انتشرت صورة هذا الزواج مؤخراً، لحرص المرأة ووعيها بحقوقها الاساسية، وعدم تنازلها عن أي منها.