هل يجوز النوم على جنابة والصوم، من المعروف لدى المسلم أن الجنابة أحد الأمور التي تفقده الطهارة، ويتوجب عليه الاغتسال والطهارة، يوجد عبادات كثيرة يتوجب على المسلم الطهارة لأدائها، وتبطل في حالة لم يكن طاهراً، والصوم أحد العبادات التي يتسأل بها الشخص هل يجوز النوم على جنابة والصوم، أفتى العلماء بجواز النوم على جنابة والاغتسال عند طلوع الفجر، لإكمال الفرائض على طهارة، مثل الصلاة وقراءة القران والصوم، وقد بين علماء المسلمين الأدلة من القرآن والسنة على ذلك، المسلم يخاف الله ويخاف الوقوع في الذنوب، لذلك يحب السؤال عن حكم بعض الموافق، كأن يسأل هل يجوز النوم على جنابة والصوم، وفي حالة طلوع الفجر هل يجب قضاء الصوم، ورد عن الرسول أنه كان يغتسل ويصلي عند طلوع الفجر، ولم يقضي صيامه.

هل يجوز صوم الجنب

يوجد الكثير من الأدلّة في القرآن الكريم، توضح الحالات التي يبطل فيها الصوم، كما توجد أدلة كثيرة، تبين ان الطهارة ليست شرط من شروط صحّة الصيام، ولا يشترط الطهارة من الجنابة للصوم، وأيضاً تأخير الاغتسال حتى طلوع الفجر لا يبطل الصوم، كما يصحّ صيام من أصبح جنب بسبب الاحتلام، ويجوز صيام المرأة في حالة انتهت فترة الحيض قبل طلوع الفجر، وبعد طلوع الفجر قامت بالاغتسال، الحيض يُشبه الجنابة، فيتوجب النيّة والصيام ثم الاغتسال بعد ذلك.

اتّفقت المذاهب الأربعة في الحكم المُطلَق على حكم صيام الجُنُب، حيث أجازوا صحة صيامهم، وذلك بناء على النصوص القرآنية، وورد عددٍ من الآيات في القرآن الكريم، والأحاديث من السنّة النبويّة الشريفة، وهي:

  • قول الله -سبحانه وتعالى: “فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”.
  • تدل الآية الكريمة على صحّة صيام الجُنب، فهي تبين إباحت وجواز الجِماع في ليل رمضان، حتى طلوع الفجر، ووضح العلماء ذلك وجواز الجِماع في رمضان من بعد أذان المغرب حتى الفجر، أي يقتضى على المُجامِع طلوع الفجر، ويجب أن يغتسل عند الفجر والصوم.
  • عن عائشة رضي الله عنهما: 《أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ》 أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، فقد دل الحديث أن نبينا -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجامع في ليل شهر رمضان المبارك، وانه كان يغتسل بعد طلوع الفجر، كما يجب الاغتسال بعد احتلامٍ عند الاستيقاظ بعد طلوع الفجر.
  • عن أم سلمة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها: 《 كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي》 أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهذا دليل آخر يدل على صحة صوم الجنب بعد طلوع الفجر.

حكم النوم على جنابة

اعتمد علماء وفقهاء المسلمين على كتابة الله وسنة نبينا في الوصول للأحكام الشرعية، وفي حكم النوم على الجنابة، قد استند علماء الأمة على ما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه يجوز النوم على الجنابة، ويمكن الاغتسال عند الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام يغتسل أحياناً من الجنابة قبل النوم، وأحياناً لا يغتسل وينام وعند طلوع الفجر يغتسل لأداء فريضة الصلاة، ولكن بين الفقهاء أن من المستحب للمسلم ينام على طهارة، أي يتوضأ اذا أراد النوم، وخاصة اذا كان جنب، كما يجب على المسلم الاستيقاظ مبكراً قبل فوات صلاة الفجر، للاغتسال وإدراكها، وفي حالة فوات صلاة الفجر ارتكب إثماً لعدم الصلاة في وقتها، ويجب أن يتوب إلى الله تعالى، والاستغفار عن ذنبه، ويجب عليه قضاء صلاة الفجر.

العبادات مُباحة والغير مُباحة للجُنب

المسلم يعلم ان ليس جميع العبادات يشترط بها الطهارة، ويعلم أي العبادات التي يجب على المسلم أن يكون طاهر كالصلاة مثلاً، ويوجد بعض العبادات تُباح لغير الطاهرين أو لِمَن كان على جنابةِ، ومن هذه عدّة أعمال: الدعاء الله، الذكر والتسبيح، والتهليل والاستغفار، وغير، حيث كان النبي يذكر الله ويسبح في جميع الأوقات والحالات، حيث قالت أم المؤمنين: 《كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ》.

يوجد بعض الأمور المحرمة على الجنب فعلها، قد بينتها الشريعة الإسلامية وحرمتها على المسلم الجنب، وهي عدة الأعمال منها: الصلاة، والطواف، وذلك لأن الطواف حكمه مثل حكم الصلاة التي يشترط فيها الطهارة، كما يحرم مسّ المصحف، أو كتب تفسير القران، لأنّها شاملة لآيات الله كالمصحف، أي يحرم المسلم الجنب قراءة القرآن، أو حمل المصحف، إلا في بعض حالة كالخوف من سرقته.

اختلفت مذاهب الأئمة على لمس كتب التفسير لمن كان على جنابة، حيث قام علماء المدهب الحنفي بتحريم ذلك، أما المذهب الشافعي فقد حرموا مس كتب التفسير، وذلك في حالة كان كلام التفسير أقل من آيات القرآن، أما المذهب المالكي والحنبلي لم يحرموا مسّ كتب التفسير للجنب، بالاعتماد على هذه جميع الأدلّة السابقة، فإنّ يجوز للمسلم النوم والصوم على جنابة، وأن الطهارة من الجنابة ليست شرطاً لبعض العبادات كالصوم، ويشمل الحكم من أصبح على جنابة بالاحتلام، ويمكنه تأخير الاغتسال، يشمل على جواز صيام المراة الحائض عند الانتهاء ويمكنها الاغتسال بعد طلوع الفجر، ويجب النيّة للصيام.