هل يجوز شراء القطط، أصبحت فكرة شراء القطط وتربيتها في البيت أمر جداً عادياً، حيث يوصف الجميع القطط بأنها مخلوقات لطيفة وجميلة، وتستحق أن تعيش بأمان وسلام، في بيئة خالية من الخوف أو الأذى من عابرين الشوارع الذين دائما ما يحاولون أذيتها، والقطط يمكن ان تغدو كفرداً من أفراد البيت إذا ما قمنا بإعطائها النظام الصحيح والذي نريده أن تعيش فيه، ولكن هناك العديد من الجوانب التي يتسائل الناس حولها، من ناحية الرأي الإسلامي بتربية القطط، وأيضاً شرائها وبيعها، فالسؤال هنا، هل يجوز شراء القطط.
هل يجوز بيع القطط
اللجنة الدائمة في الرياض أصدرت فتوى تقول:
” لا يجوز بيع القطط والقردة والكلاب وغيرها من كل ذي ناب من السباع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وزجر عنه، ولما في ذلك من إضاعة المال”. ويستشهدوا بِحَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ : « سَأَلْت جابراً عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ والسنّور ، فَقَال : زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ » (رواه مسلم) . والسنّور هو الهر أو القط.
- ويَقُولُ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : « بَيْع الهرّة الْأَهْلِيَّة جَائِزٌ بِلاَ خِلَافٍ عِنْدَنَا نَحْن الشَّافِعِيَّة ، وَبِهِ قَالَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ » .
- ولَكِنْ يَقُولُ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ : « الهرّ طَاهِرٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَجَدَ فِيهِ جَمِيعُ شُرُوطِ الْبَيْعِ بِالْخِيَارِ فَجَازَ بَيْعُهُ كَالْبَغْلِ وَالْحِمَار »
ولكن يبدو أنه هناك أكثر من فهم وتفسير لهذا القول، حيث أن البعض يقول بأن بيع القطط غير الشرسة مباح إذا كان هناك منفعة من ذلك، والبعض يستشهد بفكرة أن تغير الأزمان له عامل، بالإضافة إلى أن الأصل في كل الأشياء الإباحة، ما لم يرد نصاً بالتحريم، فمثال على ذلك الكلب، فقد ورد فيه النص ولكن يستثنى من ذلك الكلب إذا كان للحراسة أو الصيد، والهر ورد فيه النص أيضاً، ولكن العلماء إختلفوا على كيفية فهمهم للنص، أو حسب المعنى المراد من الهر: هل هو الهر المتوحش أم الهر الأهلي.
هل يجوز شراء القطط
يجوز إقتناء القطط وتربيتها، حيث أنه لا ضرر منها ولا أذى، فقد كان الصحابي أبو هريرة يحب القطط ويربيها حتى أطلق عليه أبي هريرة،
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ، قَال : قُلْت لِأَبِي هُرَيْرَةَ : لَم كُنِّيت أَبَا هُرَيْرَةَ ؟
قَال : “كنت أَرْعَى غَنَمِ أَهْلِي ، فَكَانَت لِي هُرَيْرَة صَغِيرَة ، فَكُنْت أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ فِي شَجَرَةٍ ، فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبَت بِهَا مَعِي ، فلعبت بِهَا ، فكنوني أَبَا هريرة” . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (3840) ، وَحَسَّنَه الْحَافِظُ فِي الْإِصَابَةِ . - وقال ابن المنذر : “أجمع أهل العلم على أن اتخاذ الهر مباح”. انتهى من “الأوسط”
- وقد أباحت المذاهب الأربعة شراء القطط لأليفة وبيعها.
- وقد قال الإمام النووي أن:”بيع الهرة الأهلية جائز ومباح بلا خلاف، ورخص في بيعه ابن سيرين، مالك، الحماد، الشافعي، وأبو حنيفة وغيرهم من أصحاب الرأي”.
- وقال الإمام النوور أيضاً:” فَإِنْ كَانَ مِمَّا يَنْفَعُ ، وَبَاعَهُ : صَحَّ الْبَيْعُ ، وَكَانَ ثَمَنُهُ حَلَالً” .
ولكن شراؤها محرم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن السنّور، والسنّور هنا: هو الهر.
هذا والله أعلم.
هل يجوز شراء طعام للقطط
لا حرج في شراء طعام للقطط بشكل أكيد، ولا حرج ايضاً في شراء طعام يحتوي على منتجات حيوانية بنسبة قليلة للقطط، وعلى فرض أن الطعام الذي نشتريه يحتوي على نسبة قليلة من لحم الميتة أو الخنزير : “فهي تابعة يسيرة غير مقصودة بالعقد، ويصح تبعًا ما لا يصح استقلالًا، كما في القواعد الشرعية، (التَّابِع لَا يفرد بالحكم، مَا لم يصر مَقْصُودا). كما جاء في شرح القواعد الفقهية للزرقا
على خلاف لو كانت هذه الأطعمة مليئة بمنتجات لحم الميتة والخنزير، فلا يجوز بيعها ولا شؤاؤها بتاتاً، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “إنَّ اللَّهَ وَرَسُولُهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ ، وَالْمَيْتَة ، وَالْخِنْزِير ، وَالْأَصْنَام . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ”.
ومن الجدير بالذكر أن المحرم أيضاً في هذا الموضوع، هو شراء القطط بمبالغ طائلة إهداراً للمال الذي كان بإمكانه إطعام فقير أو محتاج، أو المبالغة في شراء الأطعمة أو الأشياء الخاصة بالقطط بشكل مفرط وبميالغ كبيرة، حيث يعتبر إهداراً للأموال والتبذير، وينص الدين على أهمية الإعتدال في كل شيء، فاعتدلوا.