ما هو حكم صلاة الجماعة، تعتبر الصلاة بشكل عام عمود الدين الإسلامي، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام حيث تأتي بعد الشهادتان “أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله”، ويأتي تعريف صلاة الجماعة بأنها صلاة مخصوصة يشرع فعلها في جماعة ويكون الإمام واحد حيث يقف خلفة على الأقل شخص واحد يتبع خطواته ويقتدي به ويستمع لقرآته، ويمكن أن تُصلى صلاة الجماعة في مكان طاهر او في المسجد أو المصلى القريب، ويتسائل الكثيرون ما هو حكم صلاة الجماعة حيث لم يختلف تفسير الفقهاء للأمر كثيراً.
ما هو حكم صلاة الجماعة
يعتبر حكم صلاة الجماعة: سنة مؤكدة، هذا وقد أجمع غالبية الفقهاء في الدين، حيث حثّ النبي بشكل كبير على أداء الصلاة بصفة الجماعة، لقوله صلى الله عليه وسلم:
في فضل الجماعة «صَلاَةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» . صحيح البخاري، والفذ هنا: هو الذي يتخلف عن صلاة الجماعة ويصلي منفرداً.
كما وأنه نهى وتوعد لمن لا يصلى جماعة ويتهاون في أهميتها، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام:
“عن أبى هريرة – رضى الله عنه – وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ» . صحيح مسلم.
وقد قيل في تفسير هذا الحديث بأن المقصودين هم المسلمين المنافقين الذين يتخلفون عن الصلاة جماعةً، وعلى كل ما ذكر فإن حكم صلاة الجماعة هو سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى كلّ من هو قادر على أدائها أن يؤديها، ومن لم يقدر بسبب عذر فلا حرج عليه.
من فوائد صلاة الجماعة
قيل الكثير من الأحاديث والأدلة في فوائد صلاة الجماعة والتي تتمثل في الآتي:
- توحيد المسلمين واجتماع كلمتهم حيث يصلون جميعاً خمس مرات في اليوم والليلة في مساجدهم صفوفاً متراصة، متوجهين للذي فطر السماوات والأرض، مستقبلين قبلة واحدة، وخلف إمام واحد، يقومون بقيامه ويقعدون بقعوده، ويتابعونه في جميع الأركان، وذلك مظهر عظيم من مظاهر الوحدة والأُلفة.
- التعارف والتآلف الذي يقوّي روابط المحبة والإخاء، ويقوي شعور المسلمين بأنهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
- تعليم الجاهل في صلاة الجماعة، وحضوره حلق الذكر ودروس العلم، وسماع المواعظ والنصائح.
- رفع الدرجات بسبب الخطى إلى المساجد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «صلاة الرجل في جماعة، تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ، فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة، فلم يخط خطوة، إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يحدث»
- زيادة الأجر بسبب كثرة عدد المصلين في المسجد، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «صلى بنا رسول الله يوما الصبح، فقال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته، لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل، أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين، أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل»
- النور التام يوم القيامة، عن بريدة رضي الله عنه عن النبي قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة»
- كتابة الملائكة لمن يدخل المسجد يوم الجمعة، قبل خروج الإمام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي : «إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر».
حكم صلاة الجماعة للنساء
وضّح العديد من المفتيين والفقهاء في الدين على سؤال حكم صلاة الجماعة للنساء: وهي ليست فرضاً، حيث أن صلاة المرأة دائماً في بيتها أفضل ولكن لا تؤثم إذا ذهبت إلى المسجد وكسبت ثواب الصلاة جماعة في المسجد، فعن النبي صلى الله عليه وسلم:
” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خيرٌ لهن، وليخرجن تفلات”.
وذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث بأن بيوتهنّ خيرٌ لهنّ، وتثاب المرأة بنفس ثواب صلاة الجماعة في المسجد عندما تصلي في بيتها.
بالفيديو حكم صلاة الجماعة في المسجد عند الأئمة الأربعة
https://www.youtube.com/watch?v=NFdxZneYQkE
ومن الجدير بالذكر أن الإنسان لن يخسر شيئاً عندما يذهب إلى المسجد ليصلي الجماعة، إجعلها عادةً عندك وعند أبنائك، خذ بيدك وبيدهم إلى الجنة، وكُن أنت السبب في جعل الآخرين يصلّون الجماعة في المساجد من أجل إعمار بيوت الله دائماً وأبداً.