من هي ليلى بنت المهلهل ويكيبيديا، يحكي التاريخ في صفحاته المضيئة عن قصة إمرأة من أيام الجاهلية سميت بأعز نساء العرب وإسمها ليلى بنت المهلهل، وهي التي كان لصرختها الأبية سبب في وضع حد لملك جبار وظالم، ملك الحيرة عمر بن هند، تعتبر ليلي بنت المهلهل بن لواء التغلبي من ربيعة، والملقب ببطل حرب البسوس، وكان سيد قومه في ذلك الوقت، قصة ليلى قصة عظيمة تحكي عن شجاعة عدة نساء أيام الجاهلية وأولها ليلى بنت المهلهل، والتي حتى عصرنا هذا تأتي سيرتها في الكثير من المجالس العربية مشيدين بقوتها وجمالها، فمن هي ليلى بنت المهلهل ويكيبيديا.
ليلى بنت المهلهل السيرة الذاتية
هي ليلى بنت عدي بن ربيعة، تعد من أفضل شاعرات ووسيدات العرب الفاضلات، ذات العزة والكرامة والقوة، والدها الفارس المهلهل عدي بن ربيعة، وعمها الملك كليب بن ربيعة، أخذت ليلى من والدها جميع الخصال الجيدة، الشرف والكرامة العزة والإباء.
تزوج المهلهل من هند بنت عتيبة، أحد النساء القلائل الاتي يشهد لهنَّ برزانة العقل وفصاحة اللسان، والذكاء والحكمة، لتمر السنوات ويرزق المهلهل بطفلة، وعادة العرب في ابداية كانت “وأد البنات” أي قتل البنات عند ولادتهن كونهن وصمة عار في المجتمع، وقرر أن يقتل هذه البنت التي ستجلب له العار، وطلب من زوجته هند أن تقتلها.
وبطابع الأمومة والحكمة والفطانة، قررت الهند أن تخفي البنت عن وجه المهلهل ولا يعرف أنها على قيد الحياة، لتخفيها مع أحد الخدم بدون علم المهلهل، وأصبحت تذهب الهند إليها من وقت لآخر من أجل إرضاعها والإطمأنان على صحتها.
قصة ليلى بنت المهلهل
في ليلة من الليالي التي يعتقد فيها المهلهل أن إبنته مدفونه وماتت، آتته رؤية في منامه تقول:
كم من فتى مؤمل وسيد شمردل..
وعدة لا تجهل في بطن بنت المُهلهل..
ليهرع المهلهل من منامه ويذهب إلى الهند قائلاً لها: يا هند أين إبنتي؟ وصاح بها بعدها: كُلًّا وَآلِه رَبِيعَة ، فَأَصْدِقِينِي، فقصّت عليه هند قصة بنتها وكيف أنها أعطتها للخادمة لترضعها كل فترة وهكذا، فقال لها: أحسنتي الفعل، أحسني غذائها وأطلقي عليها اسم ليلى.
ترعرعت وكبرت ليلى بين أبوها وأمها، لتنشأ بين قومها عزيزة النفس والتدبر وحسنة الخلق والجمال والتصرف ، لتنشأ كإمرأة عربية حرة ذات فصاحة وبلاغة.
بلغت ليلى مبلغ النساء، لتتزوج كلثوم بن مالك وتعيش معه في عز وكرامة،لتحمل بعد مدة وترى في منامها رؤية تقول لها:
يَا لَك مِنْ لَيْلَى وَلَد يُقَدَّم أَقْدَام الْأَسَد.
مِنْ جُشَمٍ فِيهِ الْعَدَدُ أَقُول قيلاً لَا فَنَدّ.
لتلد ليلى عمرو بن كلثوم، سيد بنى تغلب وشاعرهم وفارسهم وهو في عمر 15 فقط.
قصة ليلى بنت المهلهل وهند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي
قيل أن ملك الحيرة عمرو بن المنذر قال ذات يوم لجلسائه :
- هل تعلمون أن أحداً من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أُمه أُمي.
وأمه هيَ هند بنت الحارث بن حجر بن الملك آكل المرار الكندي وزوجها الملك المنذر بن ماء السماء وبنت أخ الملك والشاعِر أمرؤ القيس بن حجر وإبنها ملِك أيضاً وإدعت إنها أشرف نساء العرب لِذا قال إبنها ما قاله عندئذ فقالوا :
- لا ما خلا عمرو بن كلثوم يأنف ذَلِكَ.
فقال :
- فَلِم ذلك؟
قالوا :
- لإن أُمه ليلى بنت المهلهل عدي بن ربيعة شَاعِر العرب وعَمها كليب بن ربيعة ملِك العرب، وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وإبنها عمرو بن كلثوم سيد وأعز العرب.
فسكت عمرو بن المُنذر على ما في نفسه، ثم بعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره وأن تزور ليلى هنداً. فقدم عمرو في فرسان تغلب، ومعه أمه ليلى، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بِخيمة فضربت بين الحيرة والفرات وأرسل إلى وجوه مملكته فصنع لهم طعاماً ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وليلى بنت المهلهل مَعها في القبة.
وقد قال عمرو بن هند لأمه هند :
- إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق إلا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف، فإستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء.
ففعلت هند ما أمرها إبنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى:
- ناوليني ذلك الطبق.
وقد اشتهرت ليلى بالأنفة وعظم النفس فقالت :
- لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فقالت :
- ناوليني.
وألحت هند عليها . فقالت ليلى :
- واذلاه ! يا لتغلب !
فما آن سمع عمرو بن كلثوم ذلك ثار الدم في وجهه والقوم يشربون الخمر. ونَظَرَ عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم، فعرف الشر في وجهه، وقد سمع قول أمه : واذلاه ! يا لتغلب ! ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند، وهو مُعلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار إلى السيف مُصلتاً فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى :
- يا لتغلب.
فقامَ الفرسان فإنتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء وعادوا إلى الجزيرة العربية.
وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن مالك أبو عمرو بن كلثوم في أحد الأيام اجتمعوا في بيت كلثوم على شراب، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تَسقيهم فبدأت بأبيها المُهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن مالك ثم ردت الكأس على أبيها وإبنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال :
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا[ فلطمه أبوه وقال : يا لكع (أي يا أحمق)، بلى والله شر الثلاثةِ. أتجتري أن تتكلم بِهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه :(بأبي أنت وأمي، أنت والله خيرُ الثلاثةِ اليوم).
ويمكن قراءة تفاصيل أكثر عن قصة ليلى بنت المهلهل من كتاب: موسوعة أشهر نساء التاريخ القديم، للمؤلف عبد الحميد ديوان، فهي من أفضل وأجمل أمثلة قصص المرأة الحعربية الحرة ذات البلاغة والفصاحة والجمال.