حكم الانصات لخطبة الجمعة، إن يوم الجمعة هو سيد الأيام وأفضلها، وقد ميّز الله تعالى يوم الجمعة عن غيره من الأيام، وجعله عيداً للمسلمين، وقد فضّل الله عز وجل يوم الجمعة عن غيره من الأيام حتى فضله عن يومي الأضحى والفطر، وفيه صلاة الجمعة قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون”، ولصلاة الجمعة سنن وآداب يجب القيام بها، ومن هذه السنن والآداب الإنصات لخطبة الجمعة، فما حكم الإنصات لخطبة الجمعة، لقد أوجب جمهور العلماء والفقهاء الإنصات للخطبة يوم الجمعة وتحريم الكلام خلال خطبة الجمعة ولكن إن تكلم فلا تبطل صلاته.
حكم الاستماع لخطبة الجمعة
اتفق جمهور العلماء إلى وجوب الاستماع والانصات للخطبة يوم الجمعة، وتحريم الكلام أثناءها، وأن الخطبة تأخذ حكم الصلاة وتقوم مقام الصلاة ومقام ركعتين من فريضة الظهر، ومن تحدث أثناء الخطبة فهو عاصٍ وآثم، حتى وإن كان حديثه ذكر الله، ولكن من تحدث أثناء الخطبة لا تبطل صلاته رغم مخالفته للشريعة وارتكابه الإثم.
وفي مذهب الشافعية أن الاستماع للخطبة سنه، وغير واجبة ولا يحرم الحديث أثناء الخطبة بل مكروهاً، واستدلوا بذلك قول أنس رضي الله عنه قال: أصابت الناسَ سَنَةٌ ( أي: قحط وجدب) على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا فرفع يديه، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع يديه، رواه البخاري ( 891 ) ومسلم ( 897 )، وعن جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال أصليت يا فلان؟ قال: لا، قال: قم فاركع ركعتين. رواه البخاري ( 888 ) ومسلم ( 875 ) إن هذا الخطيب هو سيد الخلق رسول الله وليس كغيره والحديث معه ليس كغيره من الخطباء، فإذا كان الحديث مع الخطيب فلا ضير في ذلك، وإذا كان هناك سبب فلا حرمة للحديث ولا كراهة، وإن لم يستطع توصيل ما يريد للخطيب إلا بالحديث فلا بأس لذلك.
حكم صلاة الجمعة وشروطها وفضلها
صلاة الجمعة هي عبادة يؤديها المسلم في يوم الجمعة مع مجموعة من المسلمين بالمسجد، حيث يلقي الإمام خطبةً للناس وتكون الخطبة تذكيراً للناس، وتعليم لأمور دينهم، وموعظةً لهم وقد ذكره رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بقوله ( إن خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة) وصلاة الجمعة تجمع شتات المسلمين في كل العالم على كلمة التوحيد والكلمة الطيبة، وتوحيد صفوف المسلمين على التقوى وصلاة الجمعة هي فرض عين على المسلم الذكر، وهي ركعتان وتؤدى الركعتان خلف الإمام بعد الخطبة، وقد فرضت في مكة، لكن لم تؤدى في مكة لقلة عدد المسلمين وضعف شوكتهم.
شروط صلاة الجمعة
تشمل صلاة الجمعة على عدة شروط ومنها:
- لا تصلى قبل الوقت أو بعده.
- تصلى جماعة ولا تصح فردية.
- وتصلى بعد الخطبتين.
- وهي واجبة على الذكر العاقل.
- وأن يكون المصلي حر.
- والصلاة في مكان الإقامة.
- قدرة المصلي على الذهاب إلى مكان الصلاة.
يجب على كل من حضر الجمعة الإنصات للإمام، ولا يجوز الحديث والإمام يخطب ولا يجوز للخطيب أن يتكلم في غير موضوع الخطبة، إلا ما دعت له المصلحة والضرورة كأن يخطئ الخطيب بآية، أو كإنقاذ شخص من السقوط أو إذا طلب الخطيب من المهندس إصلاح الصوت، أو ما يستدعي الكلام، والله أعلم.