هل يجوز تذوق الطعام اثناء فترة الصيام، خلال فترة شهر رمضان، تتكرر أغلب الأسئلة على الفقهيين المختصين التي تتعلق بتذوق الطعام او بلعه، حيث أن الصيام في شهر رمضان بشكل عام قائم على عدم إبتلاع أو شرب أي شيء، ولكن هناك العديد من الحالات التي تم تحليلها أو رؤيتها جائزة في هذا الزمن، حيث أن الفقهيين والشيوخ يعملون بجد ليعطوا الحكم المناسب لكل إستفسار أو حكم، بشرط البقاء خارج دائرة الحرام حتى لا يؤثم معطي الحكم للصائمن، ومن أكثر الأسئلة المتكررة في شهر رمضان هي أنه هل يجوز تذوق الطعام اثناء فترة الصيام؟ فخوفاً من الوقوع في الحرام أو إبطال المسلم لصيامه.
ما هو الصيام
تعريف الصوم عند علماء اللغة العربية: هو الإمتناع عن الشيء أو إمساك النفس عنه، ولكن عرفه علماء الفقه بأنه إمساك شهوتي البطن والفرج منذ وقت طلوع الشمس حتى غروبها، فقد خصص الله هذا الوقت بالذات حتى يقدر الإنسان على التمسك بشهواته، حيث أنه إذا تمسك بشهواته ضمن جمال حياته وسيرها في المسار الصحيح والمؤدي إلى جنات النعيم، ولكن إذا فسق وأصرّ على العصيان فسد صيامه وأيامه المباركة، حيث أنه يفسد صوم الإنسان عند الأكل أو الشرب متعمداً أو الجماع خلال النهار أثناء الصيام.
حكم تذوق الطعام وقت الصيام عند الحاجة
أثبتت الدراسات الفقهية كون التذوق في نهار شهر رمضان لا حرج فيه، طالما لم يتعدى حدود طرف اللسان للمسلم الصائم لئلا ينساب أي جزء من الطعام إلى جوف الإنسان والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى الإفطار وإفساد الصيام.
وبالطبع يجوز التذوق بشروط، وهي:
- التذوق بطرف اللسان.
- عدم دخول أي جزء من الذي تم تذوقه إلى الحلق.
- عدم البلع عند التذوق.
- عدم التمادي في التذوق لألا يفسد الصوم.
- وذرورة المضمضة بعد التذوق، حتى لا يبقى أي طعم في الفم.
حكم تذوق الطعام عند الصيام بدون حاجة
لقد قرر الفقهاء بأن تذوق الطعام عند الصيام بدون الحاجة إليه مكروهاً، خشية وقوق الإنسان عبداً لشهوته الأمر الذي من الممكن أن يجعله يبتلع الطعام وإفساد صيامه.
ووضح المذهب الحنفي بكراهة التذوق عند الصيام حتى الصيام التطوعي، بدون عذرٍ مقبول لتذوق الطعام، ومن أهم الأمثلة على هذا التذوق: تذوق اللبن أو العسل للتفريق إذا ما كان جيداً أم فاسداً، فالتذوق بغير عذر أو سبب مكروهاً في الإسلام، وحتى لا يقطع الإنسان في الخطأ، يجب تجنب التذوق.
تذوق الطعام أثناء الصيام سهوا
ذهب الفقهاء إلى كون تذوق الطعام سهواً أثناء الصيام لا يبطل الصيام، ولكن يجب الحرص بأن الطعام الذي تم تذوقه لم يصل إلى الحلق، حيث أن كونه وصل إلى الحلق يعني الإفطار، ولكن إذا كان سهواً وبغير عمد يجب على المسلم أن يتم صومه، وليس عليه فريضة القضاء كونه كان سهواً.
ولكن في حالة التعمد، يعتبر إفطاراً ووجب قضاؤه.
استشهادا بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»، وفي حديث آخر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزق ساقه الله إليه، ولا قضاء عليه».
ومن الجدير بالذكر أن النسيان أو السهو يسامح الله فيه ويجب أن يتم الإنسان صومه، ولكن التعمد أمراً جللاً ولا يجب للإنسان أن يتم صيامه، بل ويجب عليه أن يقضيه في الأيام التي تلي رمضان والعيد، فهذه أيام مباركة فرضها الله تعالى على المسلمين من أجل تحكم المسلم بنفسه وشهوته.