هل الإفرازات تنقض الوضوء، تعاني الكثير من النساء من الإفرازات المهبلية، وتسبب لها توتر وتشكيك في طهارتها، وتتساءل الكثير من النساء هل هذه الإفرازات تنقض الوضوء، وهل يستوجب عليها إعادة الوضوء، أو إعادة الصلاة فور اكتشافها خروجه، وإذا كان يتوجب عليها الاغتسال، أو غسل الملابس بعد اكتشاف نزوله، لمعرفة هل الإفرازات تنقض الوضوء أم لا، يجب عليك أولاً تحديد سبب نزول هذه الافرازات، وإن كانت افرازات طبيعية، فقد اختلف العلماء في حكمهم، ولكن على الأرجح هو انها لا تنقض الوضوء، أما في ما يخص الافرازات التي تنزل عند الشهوة أو التخيل أو الملامسة بشهوة، فيختلف حكمها.

حكم علماء الدين في نزول الافرازات

الإفرازات الخارجة من المرأة نوعان، ولكل منهما حكمه في الطهارة، وإن كان ينقض الوضوء ويفسد الصلاة أم لا

هل الإفرازات تبطل الوضوء بن باز

الإفرازات الطبيعية هي يسمى برطوبة فرج المرأة، وهي سائلاً شفافاً أو أبيض لزج، ينزل لدى كثير من النساء بغير سبب، واختلف كثير من العلماء في حكم الافرازات، وقد ذهب كثير من العلماء منهم أبو حنيفة والحنابلة إلى طهارة هذه الافرازات، وهو الأكثر رجوحاً وليست نجسة، ولا يجب غسل البدن منها، ولا غسل الثياب ولا الاستنجاء منها، ولكنها تنقض الوضوء، وإذا كانت هذه الافرازات مستمرة النزول على المرأة ولا تنقطع، فتأخذ حكم الاستحاضة، ويجب على المرأة تجديد الوضوء لكل صلاة، وليس من الضروري تغيير الملابس، ولكن يفضل التحفظ منها بوضع حفائظ أو منديل أو نحو ذلك قدر المستطاع.

السائل الأبيض عند البنات هل ينقض الوضوء

وذهب بعض العلماء كالمالكي إلى نجاسة هذه الافرازات، فهي أشبه بالمذي، ولا يخلق منه الولد، وأنها تنجس الثياب، وعللوا على ذلك بأن كل ما يخرج من السبيل نجاسة، إلا ما ثبت طهارته بالدليل، هذا الحكم مذهب بعض العلماء، ولا يرجحه علماءنا اليوم لما فيه مشقة وحرج وتعسير على النساء، فقد ابتليت الكثير من النساء بهذه الإفرازات بشكل مبالغ، وهذا الحكم يشق عليهن الطهارة للثوب والجسد.

وقد اتجه علماء المسلمين في عصرنا إلى صواب مذهب طهارة هذه الافرازات، لأنها تخرج من مسلك الذكر وليس من مخرج الفضلات، وخروجها لا ينجس الثياب ولا البدن، ولا ينقض الوضوء، وأنه لم يذكر في القرآن أو السنة، ولم يجمع العلماء على وجوب الوضوء في شيء مثل ذلك، وأنه لا شرع إلا ما أوجبه الله تعالى وما أتانا به رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

 حكم خروج المذي للمرأة والرجل

المذي هو الإفرازات التي تنزل عند الشهوة أو التخيل أو الملامسة بشهوة، وهو سائل لزج شفاف، ويشترك الرجل مع المرأة في نزول المذي ولا تقتصر على أحدهما، وحكم خروج المذي ينطبق على الرجل والمرأة على حد السواء، وقد اتفق العلماء على أنه ينقض الوضوء، ولكن اختلفوا في حكم طهارة المذي، وقد اتجه بعض العلماء إلى أنه نجس ويجب الاستنجاء منه والوضوء، ويجب تطهير المكان الذي طاله المذي من البدن والثياب، وذلك بالاكتفاء برش الماء على الموضع الذي طاله المذي، أما البعض الآخر من العلماء فقد اتفق مع الآخرين على أن نزول المذي ينقض الوضوء.

خروج ماء من المهبل هل ينقض الوضوء

ولكن اختلفوا معهم على طهارة المذي، وأن كل ما يخرج من مسلك الذكر فهو طاهر، واستدل بذلك أنه عندما سُئلِت أم حبيبة، هل كلن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثوب الذي يجامع فيه قالت “نعم إذا لم يكن فيه أذى”، هنا لم يذكر أن رسول الله غسل ثوبه من الجماع، قبل أن يصلي مع العلم أن الذكر عند خروجه بعد الجماع من فرج المرأة يكون عليه إفرازات رطوبة فرج المرأة، ولو كان غسله لنقل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره من أحكام الطهارة.

وبعد اختلاف المذاهب والآراء في حكم الإفرازات، فما ظهر لنا أن الإفرازات الطبيعية للمرأة، أو ما يسمى رطوبة فرج المرأة لا تنقض الوضوء، ولا يوجد دليل على نجاسة ما خرج منها، أو نقضه للوضوء، ولو كان كذلك لكان النبي صلوات الله وسلامه عليه قد بينه بياناً واضحاً، وأن ما يصيب المرأة من افرازات فهو أمر من طبيعتها، وقد ابتليت به الكثير من النساء في عصرنا، وكذلك في عصر النبوة ولم يرد في السنة النبوية وجوب الوضوء منه.