هل يجوز تأخير صلاة العشاء، إن للصلاة فضلٌ عظيم وأجرّ كبير عند الله، وهي صلةٌ بين العبد وربه، ومن أحب الأعمال عند الله الصلاة في وقتها، ولا يجوز تأخير الصلاة، ولكن بعض المصلين اعتادوا تأخير صلاة العشاء إلى وقت متأخر من الليل، فهل يجوز تأخير صلاة العشاء، وإن كان جائزاً فهل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل، وما الحكمة من تأخير صلاة العشاء؟ ومن خلال البحث في كتب السنة والتفسير وأقوال علماء الدين، توصلنا في هذا المقال إلى حكم تأخير صلاة العشاء، والحكمة من تأخير صلاة العشاء.
هل يجوز تأخير صلاة العشاء بعد الساعة 12
اتفق العلماء أن من أفضل الأعمال عند الله الصلاة على وقتها، أو الصلاة أول وقتها إلا صلاة العشاء والظهر، فإن صلاة الظهر عند شدة الحر كان رسول الله يقول ابردوا بالظهر، أي اخروه قليلاً حتى يخف الحر، وصلاة العشاء كان يحب تأخيرها في الجماعة إلى بعد انقضاء ثلث الليل، ويستحب كذلك تأخير صلاة العشاء في البيوت، ولكن شرط أن لا ينسوا الصلاة، أو يؤخروها الى ما بعد منتصف الليل، لأن وقتها ينتهي عند منتصف الليل.
هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر
اختلف العلماء في تحديد آخر وقت لأداء صلاة العشاء، كثرت الاختلافات في آراء العلماء في تحديد وقت صلاة العشاء، واخترنا لكم أقرب الفتاوي للصحة، مع أدلتهم من الكتاب والسنة النبوية، وهم قسمين من العلماء:
- القسم الأول من العلماء قد حدد وقت لصلاة العشاء يمتد من ٱذان العشاء إلى منتصف الليل، وما بعد منتصف الليل لا يكون من وقت العشاء، ويستحب تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل، ولا يصلح صلاة العشاء بعض منتصف الليل، ومن يصلي العشاء بعد منتصف الليل حكمه قضاء وليس أداء، وما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم، وقد استدلوا بذلك قوله تعالى “أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا” سورة الإسراء، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط”.
- القسم الثاني من العلماء حدد وقت العشاء الاختياري يبدأ من آذان العشاء وحتى منتصف الليل، ووقت صلاة العشاء الضروري ويمتد إلى طلوع الفجر، وأدلتهم من السنة أن رسولنا الكريم قال “أما أنه ليس في النوم تفريطٌ إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى”، وهذا الحديث دليل على أن وقت كل صلاة مفروضة، يمتد حتى دخول وقت الصلاة الأخرى، وهذا الامتداد مستمرٌ على كل الصلوات عموماً إلا صلاة الفجر فهي مخصوصة من عموم باقي الصلوات بالإجماع.
حكم تأخير صلاة العشاء
أجاز العلماء تأخير صلاة العشاء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤخرها إلى الثلث الأخير في الليل، وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لولا أن أشق على أمتي لأمرهم بتأخير”، والحكمة من تأخير صلاة العشاء إلى الثلث الأول من الليل، هو أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يؤخر صلاة العشاء حتى يجتمع الصحابة والناس، وكان يؤخرها حتى يكاد ينام من في المسجد، وصلاة العشاء تختلف عن غيرها من الصلوات، فالمقصود بالصلاة تكون على وقتها هو أن تكون في أول الوقت.
أما صلاة العشاء فتختلف عن باقي الصلوات ويستحب تأخيرها، لأن الذي يؤخر صلاة العشاء ويترك النوم وينتظرها، يكون كأنه في صلاةٍ مستمرة طوال انتظارها حتى يصليها، وعن أنس بن مالك قال أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، إلى نصف الليل ثم صلى ثم قال” قد صلى الناس وناموا، أما إنكم في صلاةٍ ما انتظرتموها” فأثبت للمنتظر حكم المصلي، وأيضا في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ” إن أعظم الناس أجراً في الصلاة، أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم نام”.
قد تم تحديد منتصف الليل بأن الليل يبدأ عند غروب الشمس، وينتهي عند آذان الفجر وعند تقسيم الفترة منذ غروب الشمس إلى آذان الفجر يكون الوقت منتصف الليل.
إن تأخير صلاة العشاء دون مشقة، أفضل من صلاتها بعد الآذان مباشراً، أما اذا شق على بعض المصلين تأخير الصلاة، فيشرع تعجيلها ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا رأى الناس اجتمعوا عَجّلَ في الصلاة، واذا رآهم أبطئوا في الحضور آخر الصلاة.