خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد كاملة من الخطب التي يحتاجها العالم بأسرة في الآونة الاخيرة، حيث انتشر الفساد في جميع ارجاء البلاد، وللفساد انواع مختلفة، فهناك الفساد الاخلاقي، والفساد الاقتصادي، والفساد المجتمعي، وغيرهم الكثير، وكل انواع الفساد تشترك بآثارها السيئة على الفرد والمجتمع بجميع فئاته، ولا يقل دور النزاهة اهمية عن دور الفساد وتأثيره على المجتمع، فالنزاهة عكس الفساد، والتي يتضمن معناها ببساطة، شمولية واجتماع صفات المسلم في شخص واحد، حيث النزاهة ينبع منها العديد من الصفات الحميدة، كالصدق، والامانة، والتواضع، والتي لها فوائد عظيمة وآثار قيّمة، والتي تعمُّ على الجميع بالخير اذا اتصف بها الفرد والمجتمع ككل، وسنقدم خطبة عنهما كاملة لأهميتهما.
خطب عن الإفساد في الأرض مكتوبة
اشتهر فن الخطابة عند العرب قبل دخول الاسلام، حيث كان يجتمع عدد من الناس، ويقوم شخص بالتحدث اليهم في ثلاثة مواضيع محددة، وذلك كما ذكرها لنا المؤرخين، وهي التسلية، والاخبار، والاقناع، ومعظم اتجاهات الخطبة كانت نحو الاقناع، سواء الاقناع بعمل شيء ما، او بواقعة معينة، او ترويج لشيء معين، كالأغراض التجارية، وشرط الشخص أن يتحدث بطريقة يستطيع فيها السيطرة على دماغ الشخص الموجه له الكلام واقناعه بما جاء لأجله.
وبقيت على هذا الحال الى أن دخل الاسلام ، وحرر الناس ودماغهم من السيطرة والحكم الذي كانوا يتبعوه قبله، ولا يعني ذلك أن الخطب توقفت، بل اصبحت لها اهداف تسمو اليها لها فائدة واثر جميل على الفرد والمجتمع المسلم، فكانت ترتكز يوم الجمعة في صلاة الظهر، حيث الخطيب وهو الذي يخطب بالناس، بالوقوف على المنبر وتوجيه الكلام للناس في امور الدين الاسلامي كالعقيدة، والفقه، وغيرهم، وكذلك امور الدنيا وربطها وابراز حكمها من الناحية الاسلامية، وخطبة الجمعة نوع من انواع العبادات التي يتقرب بها العبد لربه.
خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، رسولنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الصادق الأمين، وعلى آلة وصحبه اجمعين، ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين، وأشهد ألَّا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده وحبيبه ورسوله، المبعوث لهداية الامه وردّها الى طريق اتباع الاسلام وجعل البشر مسلمين.
إنَّ للفساد في حياة البشر عواقباً وخيمة، لا تُحمد نتيجتها على الفرد ذاته وكذلك على مجتمعه، فيلس اشد سوءاً على الناس من أن يمكث بينهم فاسد أو مفسد في الدنيا، فيؤخر اتمام امورهم، و شؤونهم ويمنع تقدمهم، ويخذلهم، ويفسد عملهم، وقد حذّر ونبّه الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز من القائمين بالفساد والمفسدين في اكثر من موضعٍ، وقد قال الله تعالي في كتابة الكريم:” «فاتقوا الله وأطيعون» ،ولم يأتي النهي والمنع من الله تعالى عن اتباع الفساد إلَّا تأكيدًا وترسيخاً من الله سبحانه وتعالى على خطورته في حياة جميع البشر، وتحذيراً لهم على الامتناع عن الإفساد في الأرض ونشرة بين الناس، وقد جاءت في القرآن الكريم أكثر من قرابة خمسين آية كريمة تُتحدث عن الفساد وتحذر منه ومن خطورته.
والجدير بالإفصاح إنَّ اشكال الفساد في المجتمعات عديدة ومتنوعة، ويحتّم على من اتبع الاسلام واصبح من المسلمين أن يتجنبوها ويبتعدوا عنها جميعها وأن يقوموا بوضع حد للمفسدين؛ حتَّى لا يشكلوا خطرًا وعاقبة سيئة يُحدق بالعالم الإسلامي وجميع الأمة الإسلامية في كل بقاع الارض، ومن اشكال الفساد نقض العهد والنفاق والنصب والخداع والاحتيال على الناس، ومن اشكال الفساد أيضًا الرشوة التي تغزو المجتمعات الإسلامية اليوم، والتي لم ثلبت حتى تكون قانونًا يُسن ويُشرع في احكام ودساتير مختلف الأمم واحكامها وقوانينها، وهي نوع من انواع الأعمال المحرمة التي أكدّ الإسلام على الحكم بحرمتها، ولا تقتصر انواع الفساد على هذه الامور فحسب، بل يعتبر ارتباك الأمن والاستقرار نوع من انواع الفساد المحرّم في الأرض، وكذلك السرقة والقتل والنهب، والتهديد وترهيب البشر أيضًا فساد في الأرض، ويجب أن يقف الانسان موقفًا صريحًا واضحاً معاديًا لجميع أشكال الفساد وهيئاته المعلومة الظاهرة والخفيّة الباطنة.
يشكل الفرد حجر الاساس في مجتمعه، اذا كان صالحاً، صلح المجتمع بأكمله، واذا فسد فقد فسد المجتمع بأكمله، فيجب أن نربي أبنائنا على القيم الاسلامية السليمة، حيث الامانة والدق والنزاهة، ونجعلهم يدركون ان الفساد سيء ومحرم، فإصلاح المجتمعات وتقدمها بالتربية، اصلحوا تربيتكم يزدهر مجتمعكم.